مشكاة للتوجيه وتطوير أسلوب الحياة

عنصر النار

 النار هي القوى الدافعة وراء كل العمليات الحياتية. عندما تكون في حالة متوازنة، فإن عنصر النار يحفز على الحصول القوة والثقة والشهرة والمال. يعتبر عنصر النار رمزاً لعاطفة الحب هو العنصر المتعلق بكل شؤون القلب لذلك يمثل عنصر النار علاقتنا بأنفسنا وبالآخرين. 
عنصر النار - مشكاة

      على مرّ العصور، لعب وجود النار دوراً جوهرياً في تقدم البشرية وازدهارها بالشكل الذي نراه اليوم، فلولا وجودُ النار ، لكان المجتمع والنظام البيئي بأكمله في صراع من أجل البقاء، فالنار تشكل مصدراً للضوء والدفء ووسيلة للطهي ولتغذية أنفسنا.  لنرجع إلى الوراء قليلاً.. إلى 790 ألف سنة من الآن  عندما اكتشف الإنسان القديم “النار” و تمكّن من إشعالها. لكنه  وجد صعوبة بالغة في إبقائها مشتعلة والتحكم بها . من هنا كانت بداية قداسة عنصر النار وأهميته عند الشعوب . يحمل عنصر النار أهمية دينية واجتماعية بالنسبة للعديد من الحضارات. في روما القديمة، كان الرومان يبجلون الإلهة “فيستا”، إلهة النار وكانوا يحرصون أن تبقى النار مشتعلةً في المعابد. آنذاك، كان مفهوم “الموقد” يقابل مفهوم “البيت، ويعتبر جزءًا لا يتجزأ منه حيث تجتمع العائلات حوله . مثلما كانت الشعوب تنظر إلى “الموقد” كرمز للمفهوم الكلّي ل “البيت”، يمكن أن نعتبر عنصر “النار” رمزاً للمركز الحيوي أو الإبداعي داخل الشخص وتعبيراً توهجه الداخلي

على عكس العناصر الأخرى ، لا توجد النار في حالتها الطبيعية الخاصة ، وبدلاً من ذلك يجب أن تستهلك أحد العناصر الأخرى لتتشكل ، وعلى الأخص أنها تتشكل عن طريق الهواء. بالإضافة إلى أنها ضرورية في شتى مجالاتِ الحياة ، فإن عنصر النار  يتغير في تركيبته ويتحول إلى كيانات جديدة كلياً. شكله الخاص يتحول من شرارة إلى لهب وإلى دخان وإلى رماد.  

يمكن للنار يمكن أن تولّد حياة جديدة ، كما أن رمادها معروف بخصائصه المتجددة. يُعتقد أن للرماد قوى وقائية. تعتبر النار أيضًا العنصر الرئيسي داخل عنصر الأرض حيث تكون الحرارة هي السمة الغالبة ، مثل البراكين والينابيع الساخنة والصحراء. 

 لكن لدى هذا العنصر أيضًا قدرة جبارة على التدمير…. 

نرى اليوم زيادةً ملحوظة لهذا العنصر على النطاق العالمي حيث بدأت تظهر الكثير من الحرائق في كل مكان: مناطق الحروب ، حرائق الغابات ، ذوبان الأنهار الجليدية. فدرجات الحرارة على الأرض آخذةٌ في الارتفاع (بنحو درجتين مئويتين منذ الثورة الصناعية) ، مما يتسبب في زيادة نسبة حدوث كوارث الطقس مثل الجفاف وحرائق الغابات المدمرة كما رأينا في كاليفورنيا وفي أجزاء من أستراليا بين عامي 2019 و 2020. يمكننا القول أن هذه الكوارث العالمية تعكس اختلالاً خطيراً “للاستنزاف” السائد أيضاً في المجتمع. على الرغم من ضراوتها  

كشفت دراسة نشرت  في دورية “ايفلوشنري سايكولوجي”  عن وجود علاقة وثيقة بين مراقبة النار و ارتفاع ضغط الدم فعندما نقضي وقتاً أطول في مراقبة النار يبدأ ضغط الدم بالانخفاض و كلما شاهدنا لفترة أطول كلما استرخى الجسم أكثر.

يميل الأشخاص الذين يطغى عليهم عنصر النار إلى التألق لأنهم يكونون مفعمين بالحيوية و الكاريزما ، و يحبون الحديث مع الآخرين والتواصل الاجتماعي. يميلون أيضًا لأن يكونوا نشيطين ومبدعين وسريعي الانفعال ، وغالبًا ما يكون لديهم شعور قوي بتأنيب الضمير عند أخذهم استراحةً و استمتاعهم بوقتهم. إنهم يحبون المخاطرة لكن يتحملون عواقبها. غالبًا ما يتميز الشخصيات ذات العنصر النًّاري بكونها سريعة البديهة وحاسمة وواثقة وحركية

علامات اختلال عنصر النار

إن كنت تواجه صعوبةً في النوم فقد تكون تلك إشارة لوجود فائض من هذا العنصر لديك. ينشط عنصر النار جسدك ويحثّك على التفاعل مع العالم المحيط بك. أثناء النهار هذه المميزات تبدو رائعة وذات فائدة كبيرة و لكنها تحول دون حصولك على قسط كافي من الراحة في الليل. إذا وجدت نفسك تتقلّب باستمرار وأنت تحاول جاهداً أن توقف سيل الأفكار التي تجتاحك عند الخلود للنوم فهذه إحدى علامات اختلال هذا العنصر لديك. 

الأرق - صعوبة في النوم (زيادة)

 كنت تواجه صعوبةً في النوم فقد تكون تلك إشارة لوجود فائض من عنصر النار لديك. يُنشِط هذا العنصر جسدك ويحثّك على التفاعل مع العالم المحيط بك. أثناء النهار هذه المميزات تبدو رائعة وذات فائدة كبيرة و لكنها تحول دون حصولك على قسط كافي من الراحة في الليل. إذا وجدت نفسك تتقلّب باستمرار وأنت تحاول جاهداً أن توقف سيل الأفكار التي تجتاحك عند الخلود للنوم فهذه إحدى علامات اختلال عنصر النار لديك. 

فقدان الرغبة في التواصل الاجتماعي (نقصان)

يتمحور عنصر النار بعلاقاتنا بغيرنا ومشاركتهم أفراحهم. إن وجدت نفسك تتجنب الآحرين في معظم الوقت فقد يكون لديك نقص في عنصر النار.  غالباً ما تظهر حالات نقصان عنصر النار عن ميل الشخص للانعزال والتقوقع داخل ذاته.  قد يتجنب الشخص أن يخرج مع أفراد عائلته وأصدقائه. 

تشعر بعدم الراحة عندما تكون بمفردك (زيادة)

من جهةٍ أخرى، عندما يكون عنصر النار في حالة ازدياد، يجد الشخص صعوبةً ويشعر بعدم الراحة عندما يكون بمفرده. إن وجدت نفسك في حاجة ملحة لأن تحظى باهتمام الآخرين ورعايتهم ،بما في ذلك الغرباء، فتلك إشارة لوجود فائضٍ من هذا العنصر بداخلك. من الرائع أن تكون اجتماعياً و تتواصل مع حولك ولكن من المهم أيضاً أن تشعر بالراحة عندما تنفرد بنفسك. الوقت الذي تقضيه بمفردك ضروري حتى تستعيد تركيزك وسلامك الداخلي . 

التعب أو الإرهاق (نقصان)

يعد الإجهاد المزمن أو الإرهاق إحدى علامات نقص عنصر النار. إن كنت ما زلت تشعر بصعوبة في ممارسة يومك بشكل طبيعي رغم حصولك على قسط كافٍ من النوم  فقد يدل ذلك على أن طاقتك (عنصر النار) منخفضة. دائماً ما يميل الأشخاص الذين يضعف لديهم عنصر النار، إلى أخذ قيلولة أو فترات استراحة لفترة أطول خلال اليوم. و قد تجد أن طاقتهم ما زالت منخفضة. قد يؤدي ذلك إلى صعوبة في بدء مهام عملهم أو إنجازها. تخبو بهجة الحياة و تزداد مشتقها عندما ليس يكون لدينا طاقةً تكفي لنستمتع بها أو نواجه صعوباتها.

 

الانشغال الدائم (زيادة)

إن وجدت نفسك في حاجه مستمرة لأن تشغل بنفسك بعملٍ ما فقد يكون لديك زيادة في عنصر النار.  في بعض الأحيان قد تجد نفسك دائم الانشغال بالرغم من أنه ليست هنالك حاجةٌ لإنجاز أو تسليم عمل ما و من جانبٍ آخر قد تجد نفسك تملأ أي وقت فراغ في جدول أعمالك بأي مهام أو أنشطة عشوائية.

أهمية توازن عنصر النار

ومع ذلك ، مثل جميع العناصر ، يجب أن تكون النار في حالة توازن حتى نكون في صحة وعافية. قد يكون الأشخاص الذين يعانون من وجود زيادة من هذا العنصر عرضة للقلق والسلوك الهجومي والمندفع. يمكن أن تكون ممارسات الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل أو التاي تشي ذات فائدة كبيرة. قد يبدو الشخص الذي استنفد عنصر النار ونضب لديه وكأنه قد “فقد شرارته أو “الوهج الداخلي” – يمكن أن ينتج عن ذلك التبلّد والبرودة وخبوت أو انقطاع شعلة الإبداع / الروح. تشمل الأعراض الأخرى المصاحبة لاختلال هذا العنصر مشاكل القلب واللامبالاة وضعف الدورة الدموية والقلق والاكتئاب. 

تنشيط عنصر النار

هذه بعض الرياضات والأنشطة التي تساعد على تنشيط طاقة النار الضعيفة:

  • الرقص 
  • الغناء 
  • حمامات الشمس 
  • ارتداء الألوان الزاهية 
  • الطبخ 
  • العلاج بالدخان 

حاول أن تثق بحدسك ، أن تعرف دواخل قلبك. يعد التأمل من الطرق الرائعة لتنشيط عنصر النار بداخلك ، والمشي (حافي القدمين إن أمكن) في الطبيعة . حاول أن تكون يقظاً و تلاحظ الأشياء من حولك من خلال استخدام جميع حواسك. انغمس في الشعور بما حولك من الألوان ومناظر وروائح. بالإضافة إلى كونها تمرينًا رائعًا للاسترخاء، فإن التواجد في الطبيعة يساعدنا على استعادة الاتصال بالحدس الطبيعي. 

للتواصل مع مراكز الطاقة المركزية لعنصر النار ، أغمض عينيك وضع يدًا على قلبك ويدًا على بطنك أسفل السرة مباشرة. خذ أنفاسًا عميقة ببطء. هذا تمرين بسيط وقوي للشفاء الذاتي ، والذي سيجلب الراحة ويزرع بداخلك التعاطف مع ذاتك في أي وقت. 

أطلق العنان لإبداعك! العاطفة التي يعبر عنها عنصر النار هي الفرح ، لذا قم بممارسة أنشطة أو هوايات تبعث على الفرح. باستخدام الألوان أو الكولاج أو المواد الطبيعية مثل الأحجار والبلورات والزهور التي تزرع البهجة في قلبك. اعط لنفسك المجال و الحرية والاستقلالية في أن تكتشف ذاتك والاحتفال بتفردك وابتكارك وإبداعك. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *