ما هو الكوتشينج؟ وما هي جلسات الكوتشينج؟
في الماضي كان يعتبر وجود الكوتش مجرد رفاهية يمكن الاستغناء عنها ولكن في يومنا الحالي أصبح وجود الكوتش من أهم عوامل النجاح على الصعيدين الشخصي و المهني بل إن كبرى الشركات والمؤسسات وأكثر الأشخاص فعالية وتأثيراً في المجتمع لا يستغنون عن وجود الكوتش وعمن يساعدهم في استخدام أدوات الكوتشينج …في عصرٍ سريع الوتيرة قد نشعر بالتشتت والضياع مما يزيد من أهمية صفاء الذهن والقدرة على تحديد قيمنا وأهدافنا واتخاذ القرار الصحيح وهنا يأتي دور الكوتش أو “المدرب الشخصي”
" كلٌّ مِنّا بحاجة إلى كوتش فكلنا بحاجة إلى تقييم ومراجعة ف هكذا نتطور ونتقدم بأنفسنا.
_"بيل جيتس"
تعريف الكوتشينج
وفقاً للاتحاد الدولي للكوتشينجICF –فإن الكوتشينج هو شراكة بين العميل و الكوتش تشحذ فكر العميل وترفع من مستوى الإبداع لديه فتسعى لإلهامه لزيادة إمكانياته الشخصية والمهنية إلى الحد الأقصى ضمن معايير وضوابط لممارسته يحددها الاتحاد الدولي للكوتشينج. لا بد أن يتضمن الكوتشينج عقداً واضحاً يُعرِّف بمسؤوليات كلا الطرفين؛ العميل و الكوتش. ووضع أهداف قياسية يمكن من خلالها تحديد إطار للجلسات ونقاط النقاش والعلاقة بين الطرفين. قد يتضمن ذلك تطوير مهارات معينة ويعتمد تطوير هذه المهارات على الاستقلالية، تحمل المسؤولية ووجود الدعم.
ليس هناك ترجمة مباشرة ومعبّرة “للكوتشينج” مما يشكّل التباساً عند البعض فقد يتم الخلط في معظم الأحيان بينه وبين مسمّيات أخرى ك «الاستشارة، الإرشاد، العلاج النفسي. تأتي جلسات الكوتشينج على صورة “حوار تفاعلي” حيث هو مفهومٍ جديد؛ يشير للتدريب بالمعايشة، والتمكين الذاتي، والتوجيه الفعال للعميل سواءً في الحياة أو في العمل، وذلك تحسين قدرته على الأداء لتحقيق النجاح الشخصي والمهني.
تقول المدربة غيد السبيعي، مديرة أول برنامج للكوتشينج «Coaching» في الجامعات السعودية ب ” بأن أهمية الكوتشينج تكمن في كونها أحد مهن المستقبل العشرة والتي سيحتاجها العالم بشدة في المستقبل القريب وستكون الأكثر طلبًا، إذ أنها تعنى بتحسين جودة حياة الأفراد وأداء المؤسسات والشركات.
الكوتشينج اتجاهًا حديثًا يتصف بسرعة التطور والانتشار منبثقة من مهنتي التدريب والخدمة الاجتماعية. الهدف الرئيسي للكوتشينج هو مساعدة العميل على الاكتشاف والوصول إلى مراده وما يرغب في تحقيقه. فإن دور الكوتش الأساسي هو تحفيز العميل على اكتشاف ذاته، واستنتاج أفضل الحلول والاستراتيجيات
أنواع الكوتشينج
للكوتشينج أنواع عديدة أهمها: الشخصي أو ما يعرف ب “اللايف كوتش”، الكوتشينج للأعمال “Coaching for Business” و الكوتشينج للمجموعات و الكوتشينج للمهارات و الكوتشينج التنفيذي. تُمكّن جلسات الكوتشينج العميل من الوصول إلى حالة من صفاء الذهن والتفكير بعد تفريغ المشاعر المكبوتة يتم في هذه الجلسات وضع الأهداف وتحديد القيم ومن ثم ترتيب خطة واضحة لتحقيق الأهداف والنتائج المرجوّة.
- الكوتشينج المخصص أو ما يعرف ب “اللايف كوتش”:
يقوم الكوتشينج المخصص أو ما يعرف ب “اللايف كوتش”علاقة تعاون بين الكوتش والشخص هدفها الوصول بنتائج إيجابية تخص حياتك الشخصية واختياراتك في حياتك العملية وذلك عن طريق توضيح الطرق التي سوف تثمر ان اتخذتها في حياتك وتحقق لك النجاح ، ويمكن ان نقول إنها عملية بناء لوعيك تجاه قدراتك وامكانياتك ومؤهلاتك وكيفية اتخاذ القرارات الصحيحة للوصول بتلك المهارات لطريق النجاح في كل أجه الحياة وتوسيع مداركك للفرص التي ربما لا تراها حالياً ويمكن أن تشكل فارقاً في مستقبلك إن اغتنمتها بالشكل المثالي ، كل ذلك يتم عن طريق الحوار بينك وبين الكوتش المتخصص فأنت لست متلقي كما يحدث في التدريب العادي بل أنت العنصر الفعال فأنت من تبادر بالحديث وطرح الموضوعات والمشاكل التي تشغلك ووصفها ويقوم الكوتش بالمشاركة بملاحظاته والأسئلة التي يطرحها عليك ليستوضح ويفهم أكثر عنك ، ومن ثم يقوم برسم المسار الصحيح لك لتحقيق النجاح وتنمية مهاراتك.
- الكوتشينج للأعمال “Coaching for Business” :الكوتشينج المهني:
يهدف تدريب الأعمال إلى مساعدة أصحاب الأعمال على الازدهار و التقدم و ذلك من خلال دعم كل من العمل في عملك (وضع الخطط والاستراتيجيات) وفي عملك (العمل اليومي) ، يمكن للكوتش مساعدتك على المضي قدمًا في عملك. يعد بدء عمل أو مشروع تجاري وإدارته تجربة تعليمية و جديدة للجميع. يمكن أن يُحدث وجود الدعم والتوجيه على طول الطريق فرقا كبيراً. يساعد الكوتش المتخصص عملاؤه على استكشاف نقاط قوتهم ، والبناء على نقاط ضعفهم وتعلم مهارات جديدة لمساعدتهم على التفوق في مجالاتهم.يهدف هذا النوع من الكوتشينج إلى تعزيز الذكاء الجماعي ويبث طاقة قوية وقدرة على التعلم حيث يؤثر على النظام الأكبر.
- الكوتشينج الجماعي” أو “الكوتشينج للمجموعات”:
يقع “الكوتشينج الجماعي” أو “الكوتشينج للمجموعات” تحت مظلة الكوتشينج المهني لأنه حتى الأفراد ذوي الأداء العالي قد يمرون بصعوبة أحيانًا للعمل مع الآخرين أو ضمن الفريق الواحد بفعالية. يتضمن هذا النوع مجموعة متنوعة من المنهجيات والأشكال التي تهدف إلى تعزيز التواصل الفعال و السليم بين أعضاء الفريق ورفع مستوى الأداء العالي لديهم . قد تكون عملية هذا النوع من الكوتشينج بشكل إجمالي منظمة أو منهجية إلى حد ما وتعليمية . قد يشتمل على طرق أقل منهجية، مثل مساعدة فريق المشروع على التفاعل بشكل أكثر فعالية أو تسهيل عملية بطرق بسيطة وعفوية. في بعض الأحيان ، قد يراقب المدرب فريقًا في بيئة عمله العادية ويتم الكوتشينج بناءً على تلك الملاحظات.
يستهدف هذا النوع من يشغلون مناصب قيادية ، مثل كبار المدراء و المشرفين و المسؤولين ، حيث يعد تطوير الأداء بالنسبة لهم هدفاً رئيساً. قد يسمى هذا النوع بتدريب القيادة أو الأداء.
- الكوتشينج التنفيذي:
يركز الكوتشينج التنفيذي على ثلاثة نقاط و هي:
- تحسين الأداء.
- رفع المواهب والقدرات إلى مستوى جديد.
- مساعدة شخص ما على التكيف مع المواقف الجديدة أو الانتقال لوظيفة جديدة أو منصب جديد.
من خلال الجلسات الفردية ، يتم منح العملاء فرصة للتفكير وتطوير الوعي الشخصي بنقاط قوتهم والعمل على نقاط الضعف أو المشاكل التي يصعب حلها. يمكن أن تكون هذه العملية بمثابة أساسٍ قوي لتحسين الأداء في بيئات العمل.هذا النوع من الكوتشينج إلى التحسين الذاتي من خلال تحديد المشكلات والتحديات وتطبيق الحلول ومراجعة النتائج حيث إن التفاعل الفردي مع الكوتش يوفر الوقت الحقيقي للتركيز في إيجاد أفضل الحلول والاستراتيجيات لتجاوز التحديات.
- الكوتشينج الافتراضي:
يعد الكوتشينج الافتراضي في الوقت الراهن أكثر أنواع التدريب شيوعًا في مكان العمل. حتى قبل الارتفاع الأخير في نسبة العمل عن بُعد ، أصبحت المنظمات أكثر عالمية ، وأصبحت الاجتماعات الافتراضية أكثر انتشارًا ، و بالتالي أصبح التدريب الافتراضي في ازدياد. في يومنا هذا، أصبح بالإمكان لمعظم أنواع الكوتشينج يمكن أن تكون افتراضية أي عبر المنصات المتخصصة في الانترنت .لذلك خيارًا مثاليًا للمجموعات التي تختلف فيها البلدان و المناطق الزمنية ، وكذلك للمهتمين بترتيب جداولهم المزدحمة بحيث يمكنهم دمج جلسات الكوتشينج بسهولة فيها. من خلال استخدام الفيديو ، يكون للكوتش الافتراضي أن يكون قادراً على الأخذ و المشاركة والتنظيم كما لو كأنهم يدربون العميل شخصياً، مما يؤدي إلى زيادة التوافق والمرونة.
فوائد الكوتشينج
لماذا قد تكون بحاجة إلى كوتش :
1. تحسين الأداء
السبب الرئيسي وراء استعانة البعض ب كوتش هو لتحسين أدائهم. قد تسأل نفسك : ماذا أريد أن أطور في نفسي؟ إلى أين أريد أن أصل؟ وكيف؟ يمكن للكوتش مساعدتك في تحديد المهارات المطلوب تطويرها ونقاط القوة الرئيسية واستراتيجيات تحسين أداءك. يمكن أن يركز الكوتشينج على تحقيق اهدافك من خلال تحديد واستغلال قواك الكامنة و العمل على صقلها.
2. تلقي ردود فعل موضوعية و إيجابية
إذا كنت مالك الشركة ، فأنت الرئيس. بصفتك رئيسًا ، لديك سلطة على فريقك. بغض النظر عن مدى مصداقية فريقك ، فسوف تتساءل دائمًا عما إذا كانوا يخبرونك بما تريد سماعه ، وليس ما لا تريد سماعه لكن وجود الكوتش يمنحك المجال لتلقي ملاحظات و ردود بشكل حيادي وتقييمات صادقة. فسيطلعك على وجهات نظره بصورة بناءة ودون الحاجة للخوف من ردة فعلك . ويمتلك الكوتش مهارات تُمكنه من تقديم الدعم للأفراد من حوله، فهو يتقن الانصات وطرح الاسئلة، والحوار، والتفاوض والتحدث، وتحليل أنماط الشخصيات المختلفة ونبرات الصوت ولغة الجسد. ويرتكز عمله على قواعد تُشجع الآخرين على عملية التفكير والمرونة، ويُتقن استخدام العبارات والكلمات المًحفزة والمًشجعة للآخرين.
3. اكتساب المعرفة
غالبًا ما يكون لدى الكوتش خبرة تفتقر إليها. يمكنك الاستفادة من تجربتهم. علاوة على ذلك ، سيعرف المدرب التقنيات السبل التي يمكن أن تزيد من مستوى أداءك. ومن جهة اخرى يُحقق الشخص المستفيد الكثير من الفوائد على مستوى حياته الشخصي من الجلسة فالكوتش يُبسط الكثير من الامور عليه، ويُساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة، وسد الفجوات التي تعيق تحديد أهدافه ويحول دون تضخيمه لبعض الامور التي تضيع وقته وجهده عندما يركز عليها ، ويوجهه الى تصحيح اخطاءه ويقف بجانبه ويوجهه ، كما يخلق لديه النظرة الايجابية للأمور التي تجعله اكثر قدرة وكفاءة في مواجهة المصاعب التي يمر بها بأعلى مستوى جودة.
4. الحصول على تجربة مخصصة لك
من أهم مزايا الكوتشينح هي أن الكوتش يقدم لك حلولاً مصممة خصيصاً لك تجاوب على أسئلتك , فإن الكوتش الجيد قادرٌ على أن يتفهم بدقة حالتك واحتياجاتك و ما الذي ينقصك على وجه الخصوص لتحقق النمو الشخصي في مختلف جوانب حياتك؛ ووفقاً لذلك فإنه يزودك بملاحظات وتوجيهات مخصصة لأجلك مما يضفي على تجربة الكوتشينج إجمالاً طابعاً شخصياً ويوفر لك الخصوصية التامة.
