مشكاة للتوجيه وتطوير أسلوب الحياة

التدريب والإرشاد والكوتشينج

سنتناول في هذا المقال الفروقات الأساسية بين  التدريب والإرشاد والكوتشينج “التدريب الشخصي”. جميع هذه الوسائل تصب في نقل المعلومات وإيصال الخبرات للمتدرب أو المسترشد، وهي تختلف بشكل كبير عن التعليم النظامي كالمدارس والجامعات حيث تعتبر وسيلة مكملة، إذ أنها تساعدك على تفعيل المعرفة النظرية وتحويلها إلى خبرة عملية.  فالتدريب يشمل المجموعات، أما  الإرشاد والتدريب الشخصي “الكوتشينج” فيركز على الفرد بشكل خاص. لنتعرف سوياً على ما يقصد بكل من التدريب والإرشاد والكوتشينج.

التدريب والارشاد والكوتشينج

دفعت جائحة كوفيد -19 الكثير منا إلى تقييم حياتنا وإعادة النظر لاحتياجاتنا المهنية. في سبتمبر عام 2020 أجرت شركة “أڤيڤا”، إحدى أكبر شركات التأمين، استطلاعاً أفاد أن 53٪ من الموظفين في المملكة المتحدة يخططون لإجراء تغييرات على حياتهم المهنية خلال الاثنتي عشر شهراً القادمة و كانت الجائحة سبباً مباشراً لاتخاذهم لتلك الخطوة. بالنسبة لمن يفكرون في العمل لدى شركة أخرى أو تغيير مجال عملهم  أو حتى إنشاء عمل تجاري خاص ، يمكنهم الاستعانة بمرشد أو مدرب أو مدرب شخصي”كوتش” في دفع هذا التغيير ودعمهم للمضي قدمًا.

نظراً لوجود خياراتٍ و فرص هائلة للتعلم والتطوير الشخصي، فمن غاية الأهمية فَهم مصطلحات التنمية والتطوير الشخصي، لتحقيق الاستفادة القصوى من الخيارات المتوفرة، والاستثمار في البرنامج المناسب لأهدافك. إنَّ أهم استثمار تقوم به اليوم هو الاستثمار في المهارات الشخصية والمهنية ، ومع توفرٍّ العديد من المواد التعليمية عبر الانترنت أو من خلال الحضور الشخصي، فهذا يعني فرص نجاح واعدة.

ولكن ما هو الفرق بين المرشد والمدرب و المدرب الشخصي “الكوتش”؟ وأي واحد هو الأنسب لمساعدتك في تحقيق أهدافك المهنية ؟

التدريب  Training :

تتمثل عملية التدريب في كونها تنمية مهارة معينة هو مساعدة الفرد على زيادة خبراته ومهاراته ومعلوماته وتحسين مستوى أدائه في العمل عن طريق الأنشطة الهادفة. هذه المجموعة من الجهود النشاطات لها أثر على الفرد حيث أنها تكسبه خبرات وتطور ما لديه من خبرات ومهارات عالية يستفيد منها في الوقت الحالي أو تعده لعمل في المستقبل. لا يقتصر التدريب على فئة معينة من الأفراد أو وظيفة معينة، في الحقيقية التدريب يشمل العامل، والموظف، والمدير، والمسؤول. فجميعهم يحتاجون إلى تدريب وتطوير قدرات ومهارات لكي يستفيد منه الموظف في إنتاجه والمؤسسة كذلك وهكذا نجد أن للتدريب هدف مزدوج حيث يهدف إلى فائدة الفرد والمجتمع. 

أنواع التدريب

التدريب حسب نوع الوظيفة

 التدريب المهنيّ: هو التدريب الذي يختص للعاملين في المجالات المهنية والحرفية مثل المهن الميكانيكية واليدوية والأعمال الحرفية. ويهدف هذا النوع لتطوير مهارات تتناسب مع هذه المهن ويساهم في تزويدها بالأساليب التي تطور وتزيد من مهارتها. 

التدريب التخصصيّ: هو يهتم بتدريب الموظفين أصحاب التخصصات مثل الهندسة، المحاسبة، الطب.

 التدريب الإداريّ: هو التدريب الذي يهدف إلى تطوير المهارات الإدارية للأفراد الذين يعملون في الإدارة والهدف من هذا التدريب اكتساب مهارات إدارية جديدة.  

 

تدريب تنمية المهارات الفنية:

يعتبر هذا النوع من التدريب مكوناً أساسياً حيث أنه يطور من المهارات الفنية للفرد مثل تحليل البيانات والترميز والبرمجة وكتابة المحتوى وما إلى ذلك. تدريب المهارات الفنية يخلق موظفين مؤهلين للتعامل مع متطلبات الحياة المهنية. وتزويدهم بمثل هذه المهارات يزيد من إنتاجية المؤسسة.  يعد التدريب على المهارات الفنية مهماً لأنه يدل الموظفين ويعرفهم على كيفية أداء وظائفهم تقنياً بشكل صحيح.  

 

تدريب تنمية المهارات الناعمه:

تطوير وتدريب المهارات الشخصية للموظفين تمكن الموظفين من التفاعل بشكل سلس ومتناغم مع الموظفين الآخرين في مكان العمل. مما يؤدي إلى الإنتاجية ونجاح الشركة. أظهرت دراسات عدة بإن العلاقة بين الموظفين تؤثر على الإنتاجية. فتدريب المهارات الشخصية للموظفين يساعد الأفراد على اكتساب مهارات حل المشاكل، والنزاعات، ومهارات الذكاء العاطفي والقيادة وإدارة الوقت والعمل بروح الفريق الواحد. لذلك تعد المهارات الشخصية مهمة وضرورية لنمو المؤسسة.

 

الإرشاد Mentoring

هل لديك رؤية واضحة تماماً تمامًا للاتجاه المهني الذي ترغب في السير فيه ولكنك تشعر أنك تفتقر إلى المهارات أو الخبرة في مجال مهني معين ؟يشكل الإرشاد خياراُ مناسباً في مثل هذه الحالة فقد تستفيد حقًا من خبرة ورؤية شخص يحمل تجارب و خبرات في هذا المجال  ويمكنه تقديم معلومات ونصائح ومساعدة ملموسة .

الإرشاد أو ما يسمى بالتوجيه هو علاقة مهنية بين شخصين أحدهما متخصص ويقوم بإرشاد العميل لكي يستكشف المسار الصحيح الذي يناسبه ويسمى ” المرشد ” (Mentor). والآخر” المسترشد ” (Mentee/Protégé) الذي يحاول إيجاد المسار المناسب له.

يقدم معهد القيادة والإدارة (ILM) ، إحدى أقدم معاهد التدريب والإدارة، ملخصًا ممتازًا للعلاقة بين المرشد والمسترشد  بصيغتها الحقيقية: “من خلال الإرشاد، يستطيع الأشخاص إيجاد حلولهم الخاصة ، وتطوير مهاراتهم الخاصة ، وتغيير سلوكياتهم ومواقفهم … لا بدّ أن يكون الإرشاد الجيد عملية سهلة و يسيرة مع التركيز على إطلاق العنان للقدرات المكنونة و الإمكانيات من خلال التوجيه وإثارة التساؤلات لدى المسترشد بدلاً من التدريس أو التلقين المباشر.

لكل فرد ميول واتجاهات مختلفة في العالم المهني، قد يستطيع البعض اختيار المهنة المناسبة له وقد لا يوفق البعض في اختياراته. لذلك فإن للإرشاد المهني دور كبير في مساعدة الفرد لنفسه ومعرفة مكوناته الشخصية حيث يتعرف الفرد على اتجاهاته وميوله نحو العالم المهني.

الإرشاد المهني يساعد في تعريف الفرد بما يمتاز به من قدرات وسمات شخصية ودرجة تشابهه مع العاملين في الميدان واختيار المهنة المناسبة له. فإن وضع الفرد المناسب في المكان المناسب يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع.  

الكوتشينج Coaching

الكوتشينج هو تفاعل ببن طرفين وهما الكوتش والمستفيد ويهدف هذا التفاعل التعاوني إلى تحرير إمكانية الفرد واستخراج طاقة الفرد الكامنة من أجل تغيير حياته ومساعدته لإحداث التغير المطلوب من خلال تيسير عملية التعليم الذاتي .

الكوتشينج يساعد على تطوير وتحسين مستوى أداء الفرد حيث أنه يساعدك على الوصول لهدفك الأسمى عن طريق خلق توازن في الحياة واستخراج كل قواك وطاقتك الكامنة لاستخدامها في الوصول لهدفك. كل فرد يختلف عن الآخر في نقاط القوة، لذلك يقوم الكوتش بطرح الأسئلة لإستنارة تفكير المستفيد ومن خلال هذه الأسئلة يستخرج الأهداف المراد الوصول إليها، والصعوبات والعقبات التي قد تواجهه في طريقه لتحقيق هدفه وإيجاد الحلول المناسبة لها من خلال المستفيد. دور الكوتش مختلف تماماً عن ما يعتقده البعض فهو يساعد في تحسين أدائك وتطويرك من غير تدخل منه أو توجيه فهو يقوم باستخراج كل الحلول المناسبه لك عن طريقك. 

ما بين التدريب والارشاد والكوتشينج خصائص مجتمعة وتنبؤات بمستقبل مهني باهر تجعلك الأفضل من بين الآلاف والفرص اللامتناهية أمامك

هل ترغب في حجز جلسة كوتشينج لدينا؟ اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *